الأربعاء، 1 يونيو 2016

نادي الكتاب و نشاط شهر مايو

نظم نادي الكتاب بكلية الاقتصاد جلسته الشهرية لمناقشة كتاب شهر مايو بقاعة الاجتماعات بكلية الاقتصاد بمجمع شهداء الجبل بمدينة البيضاء و ذلك يوم الأحد الموافق 29 مايو 2016 و بدأت الجلسة على تمام الساعة الحادية عشرة و استمرت حتى الساعة الواحدة ظهرا . و كان الكتاب محور النقاش بعنوان "مواجهة الصحراء" للرحالة و الصحفي الدانمركي "كنودهولمبو".

التعريف بالكاتب :
ولد كنود هولمبو في 22 أبريل 1902 و هو الأبن الأكبر لأسرة دانمركية ذاع صيتها في مجال التجارة في هورسنس بالدانمرك و أصبح شغوفا بدراسة الدين و الفلسفة في اواخر مرحلة المراهقة و بعد اتمام تعليمه الأولي ، عمل كصحفي تحت التدريب لدى صحف دانمركية محلية مختلفة . و عندما بلغ العشرين من عمره اعتنق الكاثوليكية و ذهب لكي يعيش في دير كليرفو في فرنسا و ترك الدير سعيا وراء التعمق في المعرفة الدينية في مكان أخر .
في عام 1924 سافر الي المغرب و أصبح على دراية بالدين الاسلامي ، التقى كنود بشيخ في مسجد صغير بجبل في المغرب ، و أثناء هذه اللقاء شعر كنود بانتماؤه للاسلام و اعتنق الاسلام في السنة التالية ، و عندما عاد الي الدانمرك نشر أول اعماله و هو كتاب باسم "قصائد" و الذي تناول في ثناياه مواضيع عن الحياة، الموت، العقيدة و الصحراء و بعد ذلك بفترة صغيرة نشر كتابه الثاني و الذي تناول فترة إقامته في المغرب بعنوان "بين الشيطان و البحر العميق – اندفاع بطائرة الي المغرب".
في عام 1925 تنقل في الشرق الأوسط بين سوريا ، فلسطين ، الأردن ، و العراق حتى وصل الي إيران و في بغداد و فلسطين شهد الاضطراب السياسي في الفترة التاريخية التي ساهمت في تشكيل الحياة المعاصرة و غير المستقرة في الشرق الأوسط .
في عام 1927 تنقل كنود خلال بلاد البلقان مصطحبا زوجته الجديدة في ألبانيا شهد فيها الإساءة للمسلمين من قبل الايطاليين .
كنود يرتدي الملابس التي سافر بها في رحلة شمال أفريقيا
بعد عودة كنود الي الدانمرك عمل رئيس تحرير لجريدة محلية ، و لكن المشاكل الاقتصادية اضطرته لأن يترك الدانمرك و يستقر مع زوجته نورا و أبنته عائشة في المغرب .
في عام 1930 بدا كنود رحلته التي كانت سبب شهرته فانتقل في سيارته الشيفروليه موديل 1928 من المغرب غربا عابرا الصحراء الكبرى و كانت خطته أن يصل الى مصر، و عندما وصل كنود الي ليبيا شهد معاملة الايطاليين السيئة لليبيين من اغتيال و إعدام و هجمات و إساءة و تخريب المخازن و المتاجر الي جانب الفقر السائد . كتب كنود هولمبو كل شئ و اخذ الكثير من الصور الفوتوغرافية متجها الي مدينة درنه في شرق ليبيا فأعتقله الايطاليون و طردوه من ليبيا . قرر الاتصال بحركة المقاومة الليبية التي قادها عمر المختار في مصر و حاول جاهدا أن يقنع حشود المسلمين بضرورة الجهاد ضد الاحتلال الايطالي . و أثناء تدبره لخطة لتجهيز عربة تحمل معونة لمدينة الكفرة طلب السفير الايطالي من السلطات المصرية و الانجليزية أن يعتقلوا كنود هولمبو و يلقوه في السجن . و بعد مرور شهر من سجنه بالقاهرة طرد كنود هولمبو من مصر و تم ترحيله الى الدانمرك و هناك نشر كتابا جديدا بعنونا "مواجهة الصحراء" و الذي يتناول عمليات الإبادة الجماعية التي قام بها الايطاليون ضد السكان الليبيين . و قد حقق هذا الكتاب أفضل المبيعات في الدانمرك و العديد من المدن الأوروبية و امريكا . و في إيطاليا منع تداول الكتاب و لم يتم ترجمته للايطالية حتى عام 2004 ، و اثناء نشر الكتاب انفقت الحكومة الايطالية آلاف الدولارات حتى لا يذيع صيت كنود و كتابه ، و اعطوا ضابط شرطة دانمركي مالا ليذهب الي ليبيا و يدحض إدعاءات كنود . قامت إيطاليا باستغلال الاعلام في محاولاتها لرفض قصة كنود عن جرائم حرب إيطاليا في ليبيا .
في مايو 1931 ذهب كنود في رحلة أخرى لأداء فريضة الحج و أثناء رحلته قام بزيارة عدة منظمات و قادة المقاومة الليبية في تركيا و الأردن و سوريا . عندما وصل كنود الي سوريا كانت الجماهير العربية تقوم بالتظاهر أمام القنصلية الايطالية في دمشق و مرة اخرى طلب منه مغادرة البلاد. و لكن بعد عدة احتجاجات من القنصلية الدانمركية في أسطنبول تمكن كنود من الدخول الى الأردن ليكمل رحلته إلى الحج.
كان الايطاليون يخشون من نشاط كنود في مكة المكرمة حيث انهم افترضوا أنه سوف يحرض على الجهاد ضد إيطاليا و لذلك بذلوا ما في وسعهم ليمنعوه من الوصول الي مكة المكرمة .
و قد وضع الوكيل الالماني "هانز يواقيم فون باسفتس" ليقوم بعمل تقرير تفصيلي عن كنود لحساب القنصلية الايطالية . و في اثناء تواجده في عمان في الأردن كانت هناك عدة محاولات غامضة للتخلص منه مما نبهه أن هناك من يحاول قتله . و مع ذلك أشترى كنود جملا و ذهب في طريقه إلى العقبة في انتظار تصريح الدخول الى السعودية .
في 11 اكتوبر 1931 غادركنود على جمله متجها الي الجدود السعودية و من المعروف أنه أقام ليلة بجوار إحدى الواحات و هناك اقترب من قبيلة بدوية محلية معروفة بانها تعمل لصالح الضباط الايطاليين في المنطقة في الوقت ذاته . خدعت القبيلة كنود لكي يسافر بمفرده و تعرض للاعتداء في الطريق و تم اسره ، نجح كنود في الفرار منهم و سبح بعيدا عن شاطئ البحر و عندما انهكته السباحة كان عليه ان يدنو من الشاطئ فعثر عليه البدو فأطلقوا عليه النار و واروا جثته و كان في التاسعة و العشرين من عمره و لم يتم العثور على جثمانه حتى الان .
من السيرة الذاتية للكاتب على موقع كنود هولمبو


التعريف بالكتاب :
يمكن تصنيف الكتاب تحت أدب الرحلات ، حيث اعتمد فيه الكاتب أسلوبا وصفيا رائعا لمغامراته و أسفاره مع تقديم وصف لطبيعة الحياة و الأحداث التي مر بها و الأشخاص الذين قابلهم . تبدأ قصة الرحلة من مدينة سبته المغربية عام 1930 ليستقل المغامر سيارته الشيفروليه موديل عام 1928 و يخرج في رحلة غير مسبوقة لأداء فريضة الحج ليقطع خلالها الأراضي المغربية من سبته الي فأس و منها الي وجده ليتجه جنوبا الي واحة فكيك على الحدود الجزائرية المغربية ليتجه بعد ذلك الي مدينة غردايه في قلب الصحراء الجزائرية و منها الي تقرت ليغادر الجزائر الى مدينة توزر التونسية و منها الي قابس فالحدود الليبية التونسية ليصل زواره و ينطلق في رحلته عبر الأراضي الليبية مرورا بالمدن و المناطق التالية : طرابلس ، مصراته ، سرت ، النوفلية ، العقيلة ، إجدابيا ، بنغازي ، المرج ، شحات ، القبة و اخيرا درنه حيث يتم سجنه من قبل القوات الايطالية ثم ترحيله الي سجون بنغازي ثم تسفيره في باخرة الي خارج البلاد.
بأسلوب قصصي مميز يحاول كنود توثيق رحلته واصفا الأماكن و البشر ، واجه الموت و الضياع عدة مرات و رافقه العديد (عبد السلام المغربي و باركوس الأمريكي و محمد الليبي) . و التقى ببعض السنوسيين في سجون درنه و المجاهدين (المحافظية) في ربوع الجبل الأخضر، و قد سجل قصصهم و روايتهم عن الجهاد ، كما ألتقى مع الايطاليين في طرابس و بنغازي و قدم وصفا لبعض الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الايطالي في ليبيا ، كما أن بعض القصص الواردة في الكتاب تم توظيفها في الأحداث الدرامية لفيلم " أسد الصحراء - عمر المختار" كقصة الفتاة "عيشه" التي اعتدى الطليان على واحتها و قتلوا أخوها و اختطفوها ليلتحق والدها بعد ذلك بالمجاهدين،  و قصة الشاب "في الفيلم شخصية اسماعيل" الذي قدم حصانه لسيدي عمر المختار عندما اوشك الايطاليون على اسره بعد  ان وقع عن حصانه.  
ملخص لرحلة كنود أثناء مناقشة الكتاب في جلسة نادي الكتاب 

النسخة العربية  التي تم الاطلاع عليها متوفرة في موقع الكاتب كنود هولمبو  و لكنها تعاني من بعض المشاكل بسبب الترجمة حيث تنقصها عملية التحقيق و التعليق على الوقائع الواردة بالكتاب ، كما تتم ترجمة أسماء بعض المناطق بطريقة مربكة دون الرجوع الى أصل تسميتها في اللغة العربية أو الامازيغية ، و كذلك هناك اخطاء فنية في تنسيق النص و الطباعة ،  كما ان النسخة الموجودة بدون صور توثيقية (النسخة الانجليزية بها صور) أو خرائط تبين مسار الرحلة حتى يسهل على القارئ المتابعة و الربط و التذكر .

بعض الأخطاء في أسماء المدن و المناطق : 

الاسم الخطأ الوارد بالكتاب
الاسم الصحيح
واحة فجيج - المغرب
واحة فكيك
مدينة بنى عنيف - الجزائر
مدينة بني ونيف
مدينة توجورت - الجزائر
مدينة تقرت
مدينة اسوارا - ليبيا
مدينة زواره
منطقة أراجيلا - ليبيا
منطقة العقيلة
مدينة جوبا - ليبيا
مدينة القبة










كما ان هناك خلط بين قورينا و سيرينايكا و برقه و طبرق بحيث في كثير من الأحيان يستخدم المترجم اسم محل أخر.