الأربعاء، 30 مارس 2016

نادي الكتاب و كتاب شهر مارس

عقد نادي الكتاب بكلية الاقتصاد يوم الاربعاء الموافق 30 مارس 2016 جلسة لمناقشة كتاب شهر مارس و ذلك على تمام الساعة الحادية عشرة بمقر النادي بكلية الاقتصاد بجامعة عمر المختار ، و قد كان كتاب الشهر بعنوان "الديمقراطية في الاسلام" ، للفيلسوف المصري عباس محمود العقاد . و قد استمرت الجلسة حتى الواحدة ظهرا.

تعريف بالكاتب :
وُلِدَ عباس محمود العقاد بمحافظة أسوان عام 1889 م. وكان والده موظفًا بسيطًا بإدارة السجلات. واكتفى العقاد بحصوله على الشهادة الابتدائية، غير أنه عكف على القراءة وثقَّف نفسه بنفسه؛ حيث حَوَتْ مكتبته أكثر من ثلاثين ألف كتاب. عمل العقاد بالعديد من الوظائف الحكومية، ولكنه كان يُبغِض العمل الحكومي ويراه سجنًا لأدبه؛ لذا لم يستمر طويلًا في أي وظيفة الْتحق بها. واتجه للعمل الصحفي، فعمل بجريدة الدستور، كما أصدر جريدة الضياء، وكتب بأشهر الصحف والمجلات آنذاك .
كُرِّم العقاد كثيرًا فنال عضوية «مجمع اللغة العربية» بالقاهرة، وكان عضوًا مراسِلًا ﻟ «مجمع اللغة العربية» بدمشق ومثيله ببغداد، ومُنح «جائزة الدولة التقديرية في الآداب» غير أنه رفض تسلُّمها، كما رفض «الدكتوراه الفخرية» من جامعة القاهرة .
كان العقاد مغوارًا خاض العديد من المعارك؛ ففي الأدب اصطدم بكبار الشعراء والأدباء، ودارت معركة حامية الوطيس بينه وبين أمير الشعراء «أحمد شوقي» في كتابه «الديوان في الأدب والنقد»، كما أسس «مدرسة الديوان» مع «عبد القادر المازني» و«عبد الرحمن شكري»؛ حيث دعا لتجديد الخيال والصورة الشعرية والتزام الوحدة العضوية في البناء الشعري. كما هاجم الكثير من الأدباء والشعراء مثل «مصطفى صادق الرافعي». كذلك كانت له معارك فكرية مع «طه حسين» و«زكي مبارك» و«مصطفى جواد» و«بنت الشاطئ» 
شارك العقاد بقوة في معترك الحياة السياسية؛ فانضم لحزب الوفد، ودافع ببسالة عن «سعد زغلول»، ولكنه استقال من الحزب عام 1933 م إثر خلافٍ مع «مصطفى النحاس». وهاجم الملكَ أثناء إعداد الدستور؛ فسُجن تسعة أشهر. كما اعترض على معاهدة 1936 م. كذلك حارب الاستبداد والحكم المطلق والفاشية والنازية .
تعددت كُتُبه حتى تعدَّت المائة، ومن أشهرها العبقريات، بالإضافة للعديد من المقالات التي يصعُب حصرها، وله قصة وحيدة هي "سارة" .
تُوُفِّيَ عام 1964 م تاركًا ميراثًا ضخمًا، ومنبرًا شاغرًا لمن يخلفه .
تعريف بالكتاب :
كانت الشريعة الإسلاميَّة أولى الشرائع السبَّاقة إلى تقرير الديمقراطيَّة الإنسانيَّة؛ وهي الديمقراطيَّة التي يكتسبها الإنسان كحقٍّ له يُخَوِّله أن يكون فاعلًا في اختيار حاكميه، وليست مجرَّد حيلة من حيل الحُكم لاتقاء شر أو حسم فتنة. وبعد أن تفاقم تَوْق شعوب المنطقة العربية التي يدين معظمها بالإسلام إلى الحُرية، كان حَرِيًّا بها أن تنهل مما قدَّمه «العقاد» من تعريف وتفسير وتحليل لأصول «الديمقراطية في الإسلام»، فهو يتناول شتى مفردات تلك الديمقراطية، شاملةً مجالات: الاقتصاد، والاجتماع، والأخلاق، والتشريع، والسياسات الداخلية والخارجية، ويَخلُص المؤلِّف في النهاية إلى أن للإسلام ديمقراطيته الخاصة، التي تتفرَّد بمبادئ وغايات تمنح مطبِّقيها رؤية أوسع وأكثر شمولًا، تخرج بهم من الصِّيَغِ المحليَّة الضيِّقة، إلى الصِّيغة الإنسانيَّة، بل العالميَّة .

التعريف بالكاتب و الكتاب منقول عن مؤسسة هنداوي للثقافة و التعليم

مناقشة الكتاب :
ينظر عباس العقاد الى الديمقراطية نظرة فلسفية على مر العصور منذ زمن ما قبل الميلاد إلى ظهور الإسلام ، مشيرا إلى أنها أسبق الشرائع إلي تقرير الديمقراطية الانسانية المتمثلة في نظام الكون.. و قد أشار في كتابه إلى أن الديمقراطية الاسلامية تهتم اكثر بالنتيجة و ليس الإجراء "فليس المعول في الشورى كثرة الجهلاء" على حد قوله، و قد قادت هذه النقطة في النقاش إلى تركيز اكثر من اعضاء النادي الى اسقاطاتها على التجربة الليبية في انتخابات المؤتمر الوطني و مجلس النواب و لجنة الدستور و الانتخابات المحلية .
كما انتقد العقاد رأي الشيوعيين باستحالة الديمقراطية في حال وجود فوارق بين الناس ، حيث يرى ان هذه الفوارق هي ميزان قوة و ليست ميزان ضعف ، فالضعف يكمن في إنعدام تلك الفوارق . و أشار الي ان الديمقراطية التي تنشأ من تعاملات الأفراد داخل المجتمع الواحد هي الأساس للديمقراطية السياسية فهى لا تتوقف على نظام حكم أو إرادة حاكم مشيرا إلى ان الديمقراطية الاسلامية تتسع للجميع فليس المسلم منكرا لأديان الذميين أو معرضا عن أنبيائهم . و قد تطرق الي أسباب الحروب داخل الدولة أو تلك التي تنشأ بين الدول مرجعا السبب إلى الحكم المطلق الذي يستحيل معه السلام و بالتالي فإن الدول الديمقراطية هي أقل الدول رغبة في القتال . 
سؤال المناقشة : 

هل ترى ان هناك تعارض بين الديمقراطية الحديثة و الاسلام ؟ و لماذا تفشل النظم الديمقراطية في الدول الاسلامية ؟

و في ختام الجلسة تم الربط ما بين كتاب شهر يناير "حفارو القبور" و كتاب شهر مارس"الديمقراطية في الاسلام" و محاولة المقارنة بين تفكير الفيلسوفين و طريقة عرضهما للموضوعات و الحقائق . كما تم اختيار كتاب شهر أبريل و هو كتاب "فن الخطابة و التأثير في الأخرين" لأشهر علماء السلوك الانساني "دايل كارنيجي