الخميس، 17 أغسطس 2017

نادي الكتاب - مناقشة كتاب "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" للفيلسوف عبدالرحمن الكواكبي

عقد نادي الكتاب بمقره بكلية الاقتصاد بالبيضاء صباح يوم الخميس الموافق 17 أغسطس 2017 جلسته الثامنة في الموسم الثاني لمناقشة كتاب "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" للفيلسوف عبدالرحمن الكواكبي. بدأت الجلسة على تمام الساعة الحادية عشرة واستمرت حتى الواحدة ظهرا.

التعريف بالكاتب:
عبد الرحمن أحمد بهائي محمد مسعود الكواكبي (1855 – 1902) أحد رواد النهضة العربية ومفكريها في القرن التاسع عشر، وأحد مؤسسي الفكر القومي العربي، اشتهر بكتاب «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد»، الذي يعد من أهم الكتب العربية في القرن التاسع عشر التي تناقش ظاهرة الاستبداد السياسي.
عندما بلغ عبد الرحمن الكواكبي الثانية والعشرين من عمره، الْتحق كمحرر بجريدة «الفرات»، وكانت جريدة رسمية تصدر في حلب، ولكن إيمانه بالحرية وروح المقاومة لديه دفعته لأن يؤسس هو وزميله السيد هشام العطار أول جريدة رسمية عربية خالصة وهي جريدة «الشهباء»، ولم تستمر سوى خمسة عشر عددًا؛ حيث أغلقتها السلطات العثمانية بسبب المقالات النقدية اللاذعة الموجهة ضدها. وقد اشتغل الكواكبي بالعديد من الوظائف الرسمية، فكان كاتبًا فخريًا للجنة المعارف، ثم مُحرِّرًا للمقالات، ثم صار بعد ذلك مأمور الإجراءات (رئيس قسم المحضرين)، كما كان عضوًا فخريًا بلجنة القومسيون. وكذلك كان يشغل منصب عضو محكمة التجارة بولاية حلب، بالإضافة إلى توليه منصب رئيس البلدية.
سافر الكواكبي إلى الهند والصين، وسواحل شرق آسيا وسواحل أفريقيا، كما سافر إلى مصر حيث لم تكن تحت السيطرة المباشرة للسلطان العثماني عبد الحميد، وذاع صيته هناك، وتتلمذ على يديه الكثيرون، وكان واحدًا من أشهر العلماء. وقد أمضى الكواكبي سنين حياته مُصْلِحًا وداعيةً إلى النهوض والتقدم بالأمة العربية ومقاومة الاستبداد العثماني، وهو الأمر الذي ربما ضاق به السلطان العثماني عبد الحميد الثاني ذرعًا. توفي في ظروف غريبة عام 1902، وقد زعم أقاربه أن عملاء للعثمانيين قد دسوا للكواكبي السم في فنجان القهوة، وهو أمر لم يتم التأكد منه.

التعريف بالكتاب:
صدر الكتاب عام 1902 وتأتي أهمِّيَّة الكواكبيّ وأهمِّيَّة كتابه طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد في أنه محاولة لاستقراء المستقبل من خلال دراسة الماضي، ولعل ذلك ما جعل الكتاب مشهورا ومتداولا منذ بداية ثورات الربيع العربي، ويأتي نَشْر الطّبائع استكمالاً لدراسة أفكاره التي بدأت في كتابه الأول أمِّ القُرى. ويقول : تمحَّصَ عندي أنَّ أصل الدّاء هُو الاستبداد السّياسيُّ ودواؤه دَفْعُهُ بالشُّورى الدُّسْتُوريَّة. ويقول : (ويُراد بالاستبداد عند إطلاقه استبداد الحُكُومات خاصَّة؛ لأنَّها أعظم مظاهر أضراره).ويقول: إنَّ خوف المُستبدِّ من نقمة رعيَّته أكثر من بأسه؛ لأنَّ خوفه ينشأ عن علْمه بما يستحقُّه منهم، وخوفهم ناشئ عن جهل؛ وخوفه عن عجز حقيقيٍّ، وخوفهم عن توهُّم التّخاذل فقط؛ وخوفه على فَقْد حياته وسُلطانه، وخوفهم على لُقيمات من النّبات وعلى وطن يألفون غيره في أيَّام، وخوفه على كُلِّ شيء، تحت سماء مُلكه، وخوفهم على حياة تعيسة فقط.
وقد تناول في كتابه موضوعات مختلفة عن الاستبداد تمثلت في :
- ما هو الاستبداد؟
- الاستبداد والدِّين
- الاستبداد والعِلْمُ
- الاستبداد والمجد
- الاستبداد والمال
- الاستبداد والأخلاق
- الاستبداد والتّربية
- الاستبداد والتَّرقِّي
- الاستبداد والتّخلُّص منه

مناقشة الكتاب:
تمت مناقشة الكتاب في شكل نقاش جماعي مفتوح بدأ باستعراض أراء الأعضاء حول ما ورد في الكتاب من حيث طبيعة أسلوب الكتابة واللغة المستخدمة والأفكار العامة وأراءهم حول طريقة العرض والطريقة التي استخدموها في قراءة الكتاب. ثم كان هناك نقاش مستفيض حول النقاط التالية :
- ما ورد في الكتاب ، هل هو أراء أم حقائق؟ وكيف يؤثر ذلك على القارئ وتفكيره عند مطالعة الكتاب؟
- ما هي الانتقادات التي ترونها في الكتاب سواء كان ذلك في أسلوب العرض أم الأفكار؟
- هل هناك استبداد صالح؟ وماذا تعتقدون حول فكرة المستبد العادل؟
- كيف يتجسد الاستبداد في مجتمعنا الآن؟ ما هي أشكاله الظاهرة سواء في الحياة السياسية أو الاجتماعية؟
- كيف نستطيع مقاومة الاستبداد؟
- ما الذي نستطيع فعله كأشخاص لمقاومة الاستبداد والتخلص منه؟