بقلم المدرب : عماد خليفة إدريس |
الرسائل السلبية
ما هي الرسائل السلبية ؟
تدخل غرفة الاجتماعات في العمل مفعم بالحيوية و النشاط ،
و تعرض أفكارك و خطتك الطموحة لتطوير العمل و قد أعددت لذلك عرضا مميزا و مدعما
بالرسومات البيانية و الدراسات العلمية اللازمة .. كيف ستكون تعليقات الحاضرين
للاجتماع ؟
- ما هذه الأفكار الغريبة ؟
لقد جربناها من قبل !
الميزانية لا تسمح !
إنها خارج نطاق مسؤولياتنا !
أنا متأكد أنها لن
تنجح !
يخرج مجموعة من الشباب في مبادرة لتنظيف الحي ، أو تنظيم
المرور أو حملة توعية فتواجه بالعبارات التالية :
لعب عيال !
أكيد يعملوا لصالح .......... !
مجهودات ضائعة ع الفاضي !
يحرثوا في البحر !
أجندة خارجية !
-
مثل هذا النوع من السلوك يسمى الرسائل السلبية ، و هي
ظاهرة في كل المجتمعات و لكن حدتها و انتشارها و تأثيرها يكون أقوى في المجتمعات
التي تعاني من الإحباط و الأزمات و حالات الفشل الجماعي ، فيتم من خلالها قتل أية
بذور صالحة ليشعر الفاشلون أن وضعهم هو الطبيعي و الصحيح و يستمروا في فشلهم بنجاح
!
لماذا الرسائل السلبية ؟
يقدم الدكتور هشام شرابي في كتابه مقدمة لدراسة المجتمع العربي تفسيرا مميزا لأغلب الظواهر في مجتمعنا العربي من خلال تحليل جذورها و العودة
بها إلى تجاربنا و خبراتنا المكتسبة في محيطنا الأسري . و يتحدث في كتابه عن ظاهرة
أسماها "نجاح أخي فشلي" ، فأثناء تربية الأطفال يعتقد كثير من الآباء و
الأمهات أنهم يقومون بتحفيز أطفالهم و دفعهم للتفوق من خلال مقارنتهم بإخوانهم أو
أقرانهم أو أقاربهم كقولهم مثلا : لقد فعل أخوك كذا و أنت لا ؟ ألا تستطيع أن تكون
مثله ؟ أنظر إلى فلان ؟ ... الخ فيتمنى الطفل الأ ينجح احد و ألا يتفوق عليه احد و
يشعر بمشاعر الحقد و الحسد و الغيرة تجاه كل الناجحين حوله سواء كانوا إخوانه في
البيت أو أقرانه في المدرسة ، و بمجرد اتساع الدائرة و الخروج الي عالم أكبر سواء
كان ذلك في مجال العمل أو الحياة الاجتماعية فإن هذه المشاعر تتحول إلى سلوك دفاعي
يسعى خلاله الفرد الى حماية وجوده و الشعور بأهميته و قيمته من خلال محاربة الناجحين
من حوله فيبدأ بإنتاج الرسائل السلبية بشكل لاشعوري و بطريقة آلية و بدون إدراك
منه لسبب ذلك معتقدا إن ذلك تصرف طبيعي ، إن وجود أي شخص ناجح حوله أو أفكار ناجحة
حوله تتحول إلى تهديد لأن أي نجاح هو بمثابة تذكير له بفشله أو تقليل من قيمته أمام
نفسه و أمام الأخرين .
كيف نتعامل مع الرسائل السلبية ؟
و هنا أنت أمام احتمالين ، إما أن تكون مصدرا للرسائل
السلبية و إما أن تكون مستقبلا للرسائل السلبية .
فلو كنت مصدر للرسائل السلبية ، فإن حالة الوعي بطبيعة هذه الرسائل و سببها
يفترض أن يخلق لديك مساحة للتفكير في عباراتك قبل قبولها . هل أقولها لأني ارغب في
تطوير الفكرة أم في تدميرها ؟ هل هي تعبير عن إحساسي بالخطر ؟ هل أقول ذلك لأني لا
أستطيع القيام بعمل مشابه ؟
أما إذا كنت مستقبلا للرسائل السلبية ، فتذكر انها لا
قيمة لها ، و إنك تمنحها هذه القيمة باهتمامك بها و تأثرك بها ، و تذكر أن الشخص
الآخر ينتجها بدون وعي و إدراك فما عليك إلا أن تجد له العذر و تبتسم و تستمر في
طريقك إلي النجاح J
رسالة إلى الآباء و الأمهات
أبناؤكم و بناتكم مميزون و لكنهم مختلفون فلا تقارنوا
بينهم و حاولوا أن تكتشفوا أماكن تميزهم و شجعوهم ليعرفوا قدراتهم و يطوروها
فيكبروا متميزين و ناجحين و مختلفين و يقدرون التميز و النجاح و الاختلاف .
هل مررت بتجارب مماثلة ؟ ماذا فعلت ؟ اكتب لنا عن تجاربك
الشخصية و دعنا نتشارك معا .