السبت، 28 يونيو 2014

أبجديات التدريب (2)

بقلم المدرب : عماد خليفة إدريس
سلسلة من المقالات تعرض المهارات الأساسية للتدريب


مدونة السلوك في الورش التدريبية

جرت العادة في معظم ورش التدريب الحديثة على القيام بإعداد مدونة للسلوك أو كما تسمى أحيانا بالعقد الاجتماعي ، و تكون في الجزء الأخير من الجلسة التدريبية الأولى و التي يتم فيها التعريف بالورشة التدريبية و التعارف بين المتدربين ثم يتم بعد ذلك إعداد مدونة السلوك .

ما هي مدونة السلوك ؟

هي مجموعة من القواعد و القوانين التي يتم كتابتها و تعليقها في مكان بارز طيلة أيام التدريب . و التي تهدف بالدرجة الأولى إلى تنظيم سير الجلسات و وضع دستور مبسط و متفق عليه بحيث يعطى نوعا من التنظيم ، و يخلق مناخا ديمقراطيا مساعدا في تحقيق مستوى اعلى من المشاركة المنظمة و الفعالة بين المشاركين في البرنامج التدريبي .

كيف يتم إعداد مدونة السلوك ؟

  • يقف المدرب في مكان بارز بحيث يراه جميع المشاركين بجانب اللوح الأبيض و قد تم تثبيت أوراق فليب تشارت عليه ليتم فيها تلخيص القواعد المقترحة .
  • يسأل المدرب المشاركين عن الأسس التي يرونها مناسبة بحيث يتم من خلالها تنظيم الجلسات .
  • يقوم المدرب بتلخيص الملاحظات التي يعطيها المتدربين في أقل عدد ممكن من الكلمات و يقوم بتسجيلها على اللوح الأبيض .و تكون الملاحظات على سبيل المثال على النحو التالي :

  1. الهاتف النقال صامت خلال الجلسات .
  2. احترام الرأي و الرأي الأخر .
  3. المشاركة بطلب الأذن
  4. عدم المقاطعة و الحديث الجانبي خارج الموضوع .   و هكذا ....
  • عند الانتهاء منها يتم تعليقها في مكان بارز بحيث تكون مرئية و واضحة لكل المشاركين خلال الجلسات التدريبية .

 

كيف تعمل مدونة السلوك ؟

  • التعليمات المكتوبة و الواضحة تعطى طابعا إلزاميا أكثر من التعليمات الشفوية ، كما أن بقاءها في مكان بارز طيلة مدة التدريب يمثل تذكيرا للمتدربين بها خلال سير الجلسات التدريبية .
  • تمثل المدونة نوع من العقد الملزم اجتماعيا و معنويا و أداة لضبط الجلسات و التحكم في سيرها ، كما أن المدرب يقوم بتفعيلها من خلال قراءتها بين الحين و الآخر عندما يحصل خلل في سير الجلسات ، و لعل مجرد النظر إليها أحيانا يوجه رسالة غير مباشرة للتذكير بخلل ما في الجلسة و ضرورة الالتزام بما فيها .
  • تعتبر مدونة السلوك من أنشطة كسر الحواجز و التي تساهم في فتح أبواب النقاش و المشاركة في الجلسة الأولى و تساعد المشاركين على التعرف على بعضهم من خلال المشاركة في إعداد مدونة السلوك .



هل من الضروري وضع عقوبات للمخالفين للمدونة ؟

يلجأ بعض المدربين إلى سن عقوبات لإلزام المشاركين بقوانين مدونة السلوك ، و لكن ذلك ليس ضروريا ، كما انه في حالة سنها فيرجى التفكير فيها جيدا من الناحية الاجتماعية و الأخلاقية و مدى تمشيها مع بيئة التدريب و الفئة المستهدفة بالتدريب من حيث العمر و المركز الاجتماعي و طبيعة التدريب ، و تكون العقوبات طريفة و خفيفة بحيث تشيع جو من الألفة و الابتسام و لا تسبب الحرج أو الإهانة للمشاركين و من أمثلها :
  • فرض غرامة مالية بسيطة (حذار من المبالغة في قيمة الغرامة) و يتم تجميع الغرامات حتى نهاية الورشة ثم تحديد اوجه صرفها كأن يتم التبرع بها أو إنفاقها في شراء علبة شكولاته و توزيعها على المشاركين مثلا .
  • وضع صندوق للعقوبات ، بحيث يقوم كل مشارك بكتابة عقوبة مفترضة في قصاصة من الورق ثم يضعها في صندوق العقوبات ، و في حالة المخالفة يختار كل مخالف عقوبة عشوائية من الصندوق و يقوم بتنفيذها (يجب تنبيه المشاركين بعدم المبالغة في العقوبات كما يحق للمدرب الاطلاع على العقوبة التي يختارها المخالف و استبدالها بعقوبة أخرى في حال كونها مبالغ فيها أو غير مناسبة من الناحية الاجتماعية أو الأخلاقية) و لمعالجة مثل هذا النوع من المشاكل فيمكن للمدرب ان يقوم بتأسيس صندوق العقوبات و وضع العقوبات المناسبة فيه مسبقا قبل الورشة و تفعليه أثناء التدريب بعد وضع المدونة و تعليقها .

إقرأ المزيد في سلسلة المهارات الأساسية في التدريب