![]() |
بقلم المدرب : عماد خليفة إدريس |
مأساة عصفور القفص .. و ربيع ثورات العرب
عصفور القفص ، منذ أن ادرك الحياة و هو في
هذا القفص ، لا يعرف الا تلك اليد التي تمتد له و تقدم له الطعام حينا و تمنعه عنه
حينا آخر ، تذكره و تنساه ، محيط إدراكه
هو تلك الجدران المحيطة به ، يغرد بأمر سيده ، و يصمت بأمر سيده ، و يعيش ببركة
سيده و يسبح له في الليل و النهار . قرر سيده يوما ان يمنحه بعض الضوء و الدفء
فأصبح يخصص ساعة في النهار يضع فيها قفص عصفوره في النافذة . أنبهر العصفور بكل ذلك
الضوء و الأفق الرحب و شاهد العصافير الأخرى تحلق عاليا في عنان السماء ، و بدأ
يحدث نفسه !؟ يا إلهي ، كل هذا الأفق الرحب و الفضاء الواسع و أحبس في قفص صغير !؟
أريد أن اطير !! أريد أن اطير !! و تذكر العصفور المرات الكثيرة التي ترك فيها
سيده باب القفص مفتوحا ، و لكنه لم يفكر حتى تفكير بالخروج من القفص ، و عقد العزم
على أن يخرج من القفص في أول فرصة تسنح له .