![]() |
بقلم المدرب : عماد خليفة إدريس |
مدونة السلوك في الورش التدريبية
جرت العادة في معظم ورش التدريب الحديثة على
القيام بإعداد مدونة للسلوك أو كما تسمى أحيانا بالعقد الاجتماعي ، و تكون في
الجزء الأخير من الجلسة التدريبية الأولى و التي يتم فيها التعريف بالورشة
التدريبية و التعارف بين المتدربين ثم يتم بعد ذلك إعداد مدونة السلوك .
ما هي مدونة السلوك ؟
هي مجموعة من القواعد و القوانين التي يتم
كتابتها و تعليقها في مكان بارز طيلة أيام التدريب . و التي تهدف بالدرجة الأولى
إلى تنظيم سير الجلسات و وضع دستور مبسط و متفق عليه بحيث يعطى نوعا من التنظيم ،
و يخلق مناخا ديمقراطيا مساعدا في تحقيق مستوى اعلى من المشاركة المنظمة و الفعالة
بين المشاركين في البرنامج التدريبي .
كيف يتم إعداد مدونة السلوك ؟
- يقف المدرب في مكان بارز بحيث يراه جميع المشاركين بجانب اللوح الأبيض و قد تم تثبيت أوراق فليب تشارت عليه ليتم فيها تلخيص القواعد المقترحة .
- يسأل المدرب المشاركين عن الأسس التي يرونها مناسبة بحيث يتم من خلالها تنظيم الجلسات .
- يقوم المدرب بتلخيص الملاحظات التي يعطيها المتدربين في أقل عدد ممكن من الكلمات و يقوم بتسجيلها على اللوح الأبيض .و تكون الملاحظات على سبيل المثال على النحو التالي :
- الهاتف النقال صامت خلال الجلسات .
- احترام الرأي و الرأي الأخر .
- المشاركة بطلب الأذن
- عدم المقاطعة و الحديث الجانبي خارج الموضوع . و هكذا ....
- عند الانتهاء منها يتم تعليقها في مكان بارز بحيث تكون مرئية و واضحة لكل المشاركين خلال الجلسات التدريبية .
كيف تعمل مدونة السلوك ؟
- التعليمات المكتوبة و الواضحة تعطى طابعا إلزاميا أكثر من التعليمات الشفوية ، كما أن بقاءها في مكان بارز طيلة مدة التدريب يمثل تذكيرا للمتدربين بها خلال سير الجلسات التدريبية .
- تمثل المدونة نوع من العقد الملزم اجتماعيا و معنويا و أداة لضبط الجلسات و التحكم في سيرها ، كما أن المدرب يقوم بتفعيلها من خلال قراءتها بين الحين و الآخر عندما يحصل خلل في سير الجلسات ، و لعل مجرد النظر إليها أحيانا يوجه رسالة غير مباشرة للتذكير بخلل ما في الجلسة و ضرورة الالتزام بما فيها .
- تعتبر مدونة السلوك من أنشطة كسر الحواجز و التي تساهم في فتح أبواب النقاش و المشاركة في الجلسة الأولى و تساعد المشاركين على التعرف على بعضهم من خلال المشاركة في إعداد مدونة السلوك .
هل من الضروري وضع عقوبات للمخالفين للمدونة ؟
يلجأ بعض المدربين إلى سن عقوبات لإلزام
المشاركين بقوانين مدونة السلوك ، و لكن ذلك ليس ضروريا ، كما انه في حالة سنها
فيرجى التفكير فيها جيدا من الناحية الاجتماعية و الأخلاقية و مدى تمشيها مع بيئة
التدريب و الفئة المستهدفة بالتدريب من حيث العمر و المركز الاجتماعي و طبيعة
التدريب ، و تكون العقوبات طريفة و خفيفة بحيث تشيع جو من الألفة و الابتسام و لا
تسبب الحرج أو الإهانة للمشاركين و من أمثلها :
- فرض غرامة مالية بسيطة (حذار من المبالغة في قيمة الغرامة) و يتم تجميع الغرامات حتى نهاية الورشة ثم تحديد اوجه صرفها كأن يتم التبرع بها أو إنفاقها في شراء علبة شكولاته و توزيعها على المشاركين مثلا .
- وضع صندوق للعقوبات ، بحيث يقوم كل مشارك بكتابة عقوبة مفترضة في قصاصة من الورق ثم يضعها في صندوق العقوبات ، و في حالة المخالفة يختار كل مخالف عقوبة عشوائية من الصندوق و يقوم بتنفيذها (يجب تنبيه المشاركين بعدم المبالغة في العقوبات كما يحق للمدرب الاطلاع على العقوبة التي يختارها المخالف و استبدالها بعقوبة أخرى في حال كونها مبالغ فيها أو غير مناسبة من الناحية الاجتماعية أو الأخلاقية) و لمعالجة مثل هذا النوع من المشاكل فيمكن للمدرب ان يقوم بتأسيس صندوق العقوبات و وضع العقوبات المناسبة فيه مسبقا قبل الورشة و تفعليه أثناء التدريب بعد وضع المدونة و تعليقها .
إقرأ المزيد في سلسلة المهارات الأساسية في التدريب