كيف تصبح مديرا فاشلا بنجاح !؟
بقلم المدرب : عماد خليفة إدريس |
هل تريد أن تصبح مديرا فاشلا ؟ إليك بعض
النصائح التي ستجعل فشلك ذريعا ، و ستجعل مؤسستك أكبر مؤسسة فاشلة ، و لكن عليك
تطبيقها بكل إخلاص و أمانة ! !
أولا : في أول يوم عمل لك اطلب اجتماعا لكل
الموظفين و العاملين ، و تحدث فيه عن سوء المؤسسة ، و إنك ستكون رجل المستحيل الذي
سيطهرها من كل الرذائل و لا تنس تحضير بعض العبارات المقيتة عن الفساد و المرتشين
و الواسطة و المحسوبية و أنك ستقضى عليها ، و لا تنس كذلك أن توجه اتهامك إلي كل
من حولك ، و أن تنظر بعين الشك و الريبة و تطعن في ولائهم جميعا ، و تهدد بتغيير
الهيكل الإداري . و لا تنس الحديث عن تاريخك المشرق ، و أمجادك في الإدارات
السابقة ، و مغامراتك العلمية في الهند و السند و جزر الواق واق ، و إنجازاتك في
بناء البلاد و إصلاح العباد ، طبعا بكل تواضع ! !
ثانيا : ركز على أخطاء المدير السابق ، و حاول
دائما إظهارها للجميع ، و تضخيمها ، و انسف كل الخطط السابقة و ألغي كل الأعمال و أبدا
من جديد ، خطة جديدة و رؤية جديدة تتناسب مع متطلبات القرن الحادي و العشرين و
العولمة و الحرب على الإرهاب !!
و بشكل
فاضح يمكنك إفهام الجميع بأن المدير السابق لا يفهم في الإدارة ، كما يجب أن تغير
أثاث مكاتب الإدارة و مكان المكتب و الأهم أن تستبدل السكرتيرة !
ثالثا : إياك ثم إياك أن تبتسم ، إني أحذرك ،
لأن ذلك سيوحي لهم بأنك شخصية لطيفة و محبوبة ، و هذه أكبر كارثة إدارية يمكن أن
تساهم في نجاح عملك ، لا تستخدم عبارات الشكر و المديح و الإطراء ، و إذا تحدثت مع
موظفيك فلا تنظر إلي أعينهم و اجعل نظرك دائما في الأوراق التي أمامك ، و لا
تصافحهم ، و لا تلق عليهم التحية لأنهم هم من يجب أن يلقوا التحية ، و يحب أن ترد
التحية بشكل آلي و سريع .

خامسا : كلما قابلت أحد موظفيك ، فأخبره دائما
أنك تعرف كل صغيرة عنه و كل كبيرة ، و أنك ملم بكل أمور العمل العلنية و السرية ،
و أنك مثل الشمس تشرق على الجميع . و إذا سنحت لك الفرصة لإهانته و الانتقاص من
قدره فلا تضيعها ، و أحرص على أن تكون بين زملائه و كلما كان العدد أكبر كلما كانت
النتائج أفضل ، و إذا قام بعمل جيد بين له أنه عمل عادي حتى لا يصاب بالغرور و
يعتقد أنه أفضل منك ، طبعا الناس مقامات .
سادسا : المركزية ضرورية ، أحرص على أن تتخذ
جميع القرارت بنفسك ، و إياك ثم إياك من تفويض الصلاحيات ، و حاول قدر الإمكان
تعطيل كل الأمور في غيابك ، حتى يدركوا قيمة وجودك ، و اجعل المشكلات تتراكم و
تتراكم ، و دع المشكلة الصغيرة حتى تكبر ، و المشكلة الكبيرة حتى تصبح كارثة .
سابعا : الإرهاب ، هدد بالفصل ، بالطرد ،
بالإقصاء ، بالنقل ، بالخصم ، بمنع المرتبات ، بإيقاف الترقيات ، و أكثر من رسائل
التوبيخ الرسمية ، و استخدام دائما عبارات سلبية مثل (ممنوع ، لا يجوز ، مستحيل ،
لا داعي لهذه الأفكار السخيفة ، الميزانية لا تسمح ، هذا ليس من شأنك ، مش ممكن ، أعلى ما في خيلك أركبه ! ) إنها كفيلة بقتل كل
بذور التفكير الإبداعي لدى الموظفين .
ثامنا : ازرع الفتنة و الشقاق بين الموظفين و
رؤسائهم ، إن ذلك كفيل بأن يخلق نوعا من الحرب الأهلية داخل المؤسسة ، و بالتالي
فإنهم يغفلون بها عن مراقبتك و تصيد أخطائك ، و يمكن بذلك القيام بمغامراتك
المالية و العاطفية بدون رقيب أو حسيب .
و بعد عزيزي المدير ، إذا اتبعت هذه النصائح
فإنها تضمن لك استمرارا في التنظيم ، و فشلا مؤكدا في تحقيق أهدافه ، وهو المطلوب
مما يضمن لك حظا أوفر في الاستمرار في إدارتك الفاشلة بنجاح .